تقول الأستاذة الجامعية والباحثة في الأدب المقارن، سناء غواتي، إنّها من المدافعات عن أدب المرأة، وترى فيه خصوصيةً جماليةً وتعابيرَ ذاتيةً لا تقلّ قيمة عن ما يُنتجه الكُتّاب الرجال. وهي وإن كانت واعية بالجدل القائم حول تسمية “الأدب النسائي”، فإنها ترى في وجود هذا المصطلح، داخل الدرس الجامعي، ضرورة لإبراز صوت نسائي ظلّ لسنوات طويلة في الظل.
وفي حوار مع موقع فبراير.كوم، أوضحت غواتي قائلة: “كنت أدرّس في الجامعة درسًا بعنوان ‘الأدب النسائي’. وأعلم أن البعض لا يحبذ هذه التسمية، بدعوى أن الكتابة لا جنس لها، وهو موقف أحترمه، لكننا في الجامعة خصّصنا هذا الدرس من باب الإشارة إلى أن للمرأة أيضًا إبداعات مهمة”.
وتابعت: “أنا من المدافعات جدًا عن أدب المرأة، وأجد فيه لذّة خاصة، وكأنّه عطر يُضاف إلى الأدب الرجالي. أنا متتبعة كبيرة للإبداع النسائي، وأشعر بأن المرأة تكتب عن ذاتها بجرأة أكبر، وأكثر صدقًا. طبعًا هناك رجال كتبوا عن المرأة، لكن لا أحد يستطيع التعبير عن ذاتها مثلها”.
في ذات السياق، أشارت غواتي إلى أن هذا التوجّه ليس منعزلًا عن اشتغالها الأكاديمي، بل نابع من موقعها كأستاذة ومنظّمة لندوات علمية. وقالت: “أنا أعمل في الجامعة، وأشرف على الندوات، وأشارك في تنظيمها، ويهمني أن أُسهم من موقعي في خلق هذا الفضاء للحوار حول أدب المرأة وتجلياته”.
وبالعودة إلى الحقل الأدبي الذي تشتغل فيه، أكدت سناء غواتي أنها لا تنحصر في دراسة الأجناس الأدبية التقليدية، بل تنفتح على ما وصفته بـ”الأدب الذي لم يُعتبر أدبًا بعد”. وتوضح: “لا أشتغل على الأدب بمفهومه التقليدي، بل أشتغل على أشكال لم تأخذ نصيبها من الدراسة، مثل الشذرية، أو نصوص الغضب، أو التبرع . هذه أنماط موجودة في الموروث الجامعي والمغاربي، لكن الجامعة لم تعتبرها أنواعا أدبية محترمة”.
وتضيف: “أنا أشتغل على هذه الأنواع لكي أعطيها قيمتها، وأبيّن للباحثين، وضمنهم باحثون يشتغلون معي، أن الأدب في تحول دائم، ولا يمكننا أن نتوقف عند أنماط معينة فقط”.
وفي الجانب الفني، أوضحت أنها تهتم أيضًا بالإبداع المعاصر خارج النص الأدبي، وتقول: “أشتغل على أشياء جديدة في الإبداع الفني أيضًا، لأن هذا جزء من نفس الرؤية التي يحملها الكرسي العلمي الذي أشتغل عليه حاليًا”.
وتُشير غواتي إلى أن هذا التوجّه في البحث الأكاديمي يجد جذوره في انخراطها السابق ضمن مجموعة بحث عالمية متخصصة في الدراسات البراخية، وتوضح: “براخي في اليونانية تعني كل ما هو قصير ومكثف وله وظيفة محددة.
وتختم حديثها بالقول: “أشتغل على كل ما هو مُهمّش أو لم تُعطه الجامعة الاهتمام الكافي، وأسعى من خلال هذا المسار إلى إبراز أن الأدب والفن يوجدان أيضًا في الهامش، لا فقط في المركز”.