الرئيسية / نبض المجتمع / الجمعية المغربية لعلم الاجتماع تناقش "الضرورة والإمكان" في مواجهة التحولات المجتمعية

الجمعية المغربية لعلم الاجتماع تناقش "الضرورة والإمكان" في مواجهة التحولات المجتمعية

علم الاجتماع- الجمعية المغربية
نبض المجتمع
فبراير.كوم 15 يونيو 2025 - 19:30
A+ / A-

أعلنت الجمعية المغربية لعلم الاجتماع عن تنظيم ندوتها العلمية السنوية الهامة التي تحمل عنوان “علم الاجتماع والتحولات المجتمعية: الضرورة والإمكان، رؤى متقاطعة”. ومن المقرر أن تنعقد هذه الفعالية الأكاديمية يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحًا، في رحاب كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط.

وستشهد الندوة مشاركة واسعة لنخبة من الباحثات والباحثين المرموقين في علم الاجتماع من مختلف المؤسسات الجامعية المغربية، من بينهم عائشة بلعربي، وعبد الله ساعف، ومحمد غاشي، ولحبيب بلكوش، وعبد اللطيف بنصفية، وإدريس بنسعيد، والمختار الهراس، وعبد المقصود راشدي، وعمر بنعياش، وعبد اللطيف كيداي، وعبد الغني منديب، ومحمد عبابو، ومحمد المرجان، وعبد الرحيم العطري، وجمال فزة، ومحمد عبد ربي، ومصطفى محسن، وسعيد بنيس، وعبد الغني زياني، وحنان زعيرك، وعمر الإيبوركي، وحنان بوكطاية، وهاجر لمفضلي.

كما سيحضر أشغال الندوة، التي ستتوزع بين جلسة افتتاحية وجلستين عامتين، عشرات الأساتذة الجامعيين وطلبة باحثون في أسلاك الماستر والدكتوراه في علم الاجتماع وباقي العلوم الإنسانية، وذلك بهدف تعزيز الحوار العلمي وتأكيد أهمية الملتقيات الفكرية في تجذير ثقافة البحث العلمي والابتكار.

وتأتي هذه الندوة في سياق تشخيص دقيق قدمته الجمعية في أرضيتها، حيث أشارت إلى أن التحولات المجتمعية الراهنة، سواء في المغرب أو على الصعيد العالمي، بلغت درجة غير مسبوقة من التنوع والتعقيد والإرباك. فهذه التحولات تكاد تمس كافة جوانب الحياة الإنسانية، من العلاقات الأسرية والتحولات القيمية إلى أنماط العمل، مروراً بالبنى الاقتصادية والسياسية والدينية والرمزية، فضلاً عن التطور التكنولوجي المذهل وثورة الاتصالات وتجليات العولمة.

وأكدت الجمعية أن هذه التحولات لم تعد محصورة في نطاق جغرافي معين، بل صارت عابرة للحدود والثقافات، مما أفرز واقعاً اجتماعياً جديداً يتسم بـ”اللايقين” و”السيولة” و”المخاطرة”، وهو ما يستدعي إعادة النظر في الأدوات التحليلية المتاحة.

وفي خضم هذا المشهد المتشابك، يبرز دور علم الاجتماع كإمكان قرائي وتحليلي أساسي لتفسير هذه التحولات وفهم آليات اشتغالها.

إلا أن الجمعية المغربية تطرح تساؤلاً جوهرياً حول مدى قدرة المناهج والنظريات الاجتماعية التقليدية على مواكبة هذه الديناميكيات المتسارعة، وما إذا كانت المقولات الكلاسيكية لا تزال صالحة لفهم مجتمعات اليوم، أم أن الحاجة باتت ماسة لأدوات تحليلية جديدة تتناسب مع طبيعة التغيرات المعاشة.

وبالنظر إلى المجتمع المغربي على وجه الخصوص، تصف الأرضية صورة مثيرة للاهتمام لمجتمع يتعرض لضغوط تحول متعددة المصادر، بين تحديث وعولمة من الخارج، وتشبث بالتقاليد والهوية من الداخل.

وهو ما يطرح تساؤلات حيوية حول كيفية حفاظ المجتمع المغربي على هويته وقيمه في ظل هذه التحولات الجارفة، ودور علم الاجتماع في مساعدته على تحقيق هذه المعادلة الصعبة، وإمكاناته في تقديم إجابات عملية لهذه التحديات، وكيفية تحويل المعرفة النظرية إلى سياسات عملية لإدارة التحولات بشكل يحفظ تماسك المجتمع ويضمن استقراره.

ولا تهدف الندوة، بحسب المنظمين، إلى مجرد تشخيص الواقع، بل تسعى لاستشراف المستقبل ومناقشة كيف يمكن لعلم الاجتماع أن يكون أداة فاعلة في بناء مجتمع مغربي أكثر قدرة على مواجهة التحديات، مجتمع يحافظ على هويته دون أن ينغلق على نفسه، ويتكيف مع المتغيرات دون أن يفقد قيمه الأساسية. خسب الجمعية المغربية.

ومن هنا، تعتبر الندوة فرصة ثمينة للحوار البناء بين أجيال الباحثين والأكاديميين من جهة، وصناع القرار والمهتمين بالشأن العام من جهة أخرى، أملاً في إثراء الفكر العلمي وتقديم رؤى عملية تساهم في فهم أفضل للتحولات المجتمعية وربما في رسم مسارات أكثر استدامة للمستقبل المشترك.

ويكمن التحدي الأكبر لعلم الاجتماع اليوم، كما تؤكد الجمعية، ليس في كمية المعرفة المنتجة، بل في قدرتها على تفسير التحولات المجتمعية وتقديم رؤى عملية قابلة للتطبيق، والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر عدلاً واستدامة. فإما أن يطور علم الاجتماع أدواته ليكون فاعلاً في صناعة التحولات، وليس مجرد شاهد عليها، أو أن يتحول إلى أرشيف يوثق التغيرات بعد فوات الأوان، وهو ما يجسد جوهر النقاش حول “الضرورة والإمكان” في علاقة علم الاجتماع بالتحولات المجتمعية المعاصرة.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة