الرئيسية / حوارات / نجيب أقصبي يستعيد ذكريات الطفولة: عندما كانت السينما بـ20 ريالاً والثقة أساس التربية

نجيب أقصبي يستعيد ذكريات الطفولة: عندما كانت السينما بـ20 ريالاً والثقة أساس التربية

الحوار الكامل للخبير نجيب أقصبي الذي كشف فيه مكامن ضعف الاقصاد المغربي
حوارات
فبراير.كوم 02 يوليو 2025 - 11:00
A+ / A-

في حوار صريح وحميمي مع موقع فبراير.كوم، يأخذنا الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي في رحلة عبر الزمن إلى طفولته في الدار البيضاء خلال الستينات، مستعيداً ذكريات حقبة تميزت بالانفتاح والحداثة في مجتمع مغربي كان يعيش تحولات عميقة.

يصف أقصبي والديه بأنهما كانا رمزاً للجيل الذي آمن بالحداثة والتقدم كطموح أساسي. رغم أن والده كان يحافظ على علاقات تجارية مع الفرنسيين، إلا أن جذوره بقيت راسخة في الحركة الوطنية والهوية الإسلامية، لكن بمرونة وبدون غلو.

“كانت والدتي تصور نفسها بشعرها مكشوف وبالملابس العصرية للأربعينات، وهذا لم يكن يشكل مشكلة للوالد”، يتذكر أقصبي، مشيراً إلى أن هذا لم يعن التخلي عن الجذور الإسلامية، بل كان تعبيراً عن مرونة في الممارسة الدينية بعيداً عن التشدد.
ما يميز طفولة أقصبي هو النهج التربوي الذي اتبعه والداه، والذي قام على منح الثقة والمسؤولية للأطفال بدلاً من الاعتماد على القمع والمنع.

“الوالد لم يكن يعرف معنى الضرب أو القمع، كان يعطينا المسؤولية ويتركنا نتحمل نتائج تصرفاتنا”، يوضح أقصبي، مضيفاً أن هذا النهج جعلهم يرسمون حدودهم بأنفسهم دون الحاجة لفرض قيود خارجية.

يسترجع أقصبي بحنين تقليداً أسبوعياً كان يجمعه مع شقيقه عز الدين، حيث كان الوالد يعطيهما درهماً واحداً كل جمعة – مبلغ كان يُعتبر كثيراً في ذلك الوقت.

“كنا نذهب لسينما العشابين في المدينة القديمة بـ20 ريالاً، ونشتري ساندويتش البيض المدور بالبطاطا بـ4 دراهم، وتبقى لنا درهمان لشراء الزريعة”، يتذكر بابتسامة، مضيفاً: “لم يكن هناك أسعد منا في ذلك الوقت”.

عاشت أسرة أقصبي في حي زنقة شفور أمام باب غرافات، محاطة بالبساتين والمساحات الخضراء، مما وفر للأطفال مجالاً واسعاً للمغامرة والاستكشاف.

“كنا نخرج في مغامرات حقيقية، نصطاد الثعابين الصغيرة بأيدينا ونحضرها لأستاذ العلوم الطبيعية لإجراء التجارب عليها”، يحكي أقصبي مبتسماً، معترفاً بأن هناك قدراً من اللاوعي بالمخاطر في ذلك الوقت.

يفرد أقصبي مساحة خاصة للحديث عن شقيقته آسية، التي يصفها بأنها كانت “استثناءً حقيقياً”. رغم كونها الفتاة الوحيدة في الأسرة، إلا أنها تمتعت بحرية كاملة في التنقل والدراسة.

“كانت تذهب للثانوية بالدراجة الهوائية في بداية الستينات، وتخرج مع أصدقائها بكل حرية، دون أن يثير ذلك أي مشاكل، لأن التربية والأخلاق كانت راسخة فيها”، يشرح أقصبي.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة