الرئيسية / حوارات / أقصبي يروي تجربة أربعة عقود في النضال اليساري ويحذر من الهدم الذاتي

أقصبي يروي تجربة أربعة عقود في النضال اليساري ويحذر من الهدم الذاتي

أقصبي
حوارات
فبراير.كوم 05 يوليو 2025 - 21:00
A+ / A-

أكد الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي أنه لم يندم يوماً على اختياره للفكر اليساري، مؤكداً أن هذا الاختيار ليس مجرد موقف سياسي، بل خيار قيمي راسخ. وقال في تصريح مطول: “ما عمري ما شعرت بأنني أخطأت في الاختيار الجوهري، وهو ليس اختيار سياسي بل اختيار قيمي”.

وأوضح أن اليسار يقوم أساساً على القيم الإنسانية، مشيراً إلى أن “العدالة والإنصاف والمساواة والحرية كلها قيم من صلب الفكر اليساري”. وتساءل: “كيف يمكن أن تستيقظ يوماً وتقول إن هذه القيم لم تعد صالحة؟ هذا مستحيل إذا كانت هذه القيم جزءاً من تكوينك الأساسي”.

استرجع الخبير الاقتصادي ذكريات السبعينات عندما انضم إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واصفاً إياه بأنه كان “حزباً كبيراً وقوياً” يمثل استمراراً لحركة التحرير الشعبية، وله “جذور في التاريخ وامتداد ومستقبل”.

وأشار إلى أن الحزب كان يضم “تمثيلية للقوى الحية في البلاد من عمال ومثقفين وأجراء وفلاحين وطلبة”، مما جعل اندماجه فيه “كاملاً وشاملاً”. لكن ما حدث في أواخر التسعينات وصفه بـ”النكبة”، قائلاً: “هذه هي نكبتنا، حيث إن ما بنيته في حياتك كلها يتهدم في لحظة واحدة”.

وتوقع الخبير آنذاك أن يحتاج اليسار المغربي إلى خمسة عشر عاماً للنهوض مجدداً من كبوته، مستخدماً تشبيه السجين الذي يُحكم عليه بـ15 عاماً. وقال: “قلت في الإعلام عام 1998 إننا في اليسار مثل من سيدخل السجن 15 عاماً حتى نعاود الطلوع قليلاً ونرفع رؤوسنا ونبدأ من جديد”.

وأكد أن “الهبطة كانت قوية جداً”، مشيراً إلى أن البعض اعتبر توقعه متشائماً في ذلك الوقت، لكن الواقع أثبت صحة تقديره. واليوم، بعد مرور 25 عاماً تقريباً، لا يزال اليسار المغربي يواجه تحديات جمة.

بعد الخروج من الاتحاد الاشتراكي، شارك أقصبي مع رفاقه في تأسيس “الوفاء الديمقراطية” كجمعية، ليس بهدف إنشاء “دكان سياسي آخر”، بل لإعادة بناء اليسار المغربي وفق منطق “التكتل وليس التشتيت”.

وأوضح أن الهدف الاستراتيجي كان “إعادة بناء اليسار المغربي وتجميعه”، لكن المسار واجه تحديات عديدة أدت إلى ما وصفه بـ”الهدم الذاتي”، مؤكداً أن “الجميع كان خاسراً في هذه اللعبة، فلا يوجد رابح في لعبة الهدم الذاتي”.

رغم الإخفاقات، يؤكد الخبير الاقتصادي أن الأمل يبقى قائماً، لأن “قيم اليسار هي قيم إنسانية، واليسار مشروع مجتمعي قبل أن يكون مشروعاً سياسياً”. ويرى أن المواطنة هي الأساس، قائلاً: “قبل أن أكون مناضلاً أو يسارياً، أنا مواطن، والمواطنة لها وزن ثقيل”.

وشدد على أن “المواطن له حقوق وواجبات، وبممارسة هذه الحقوق والواجبات، نقدم كثيراً في اتجاه المشروع اليساري”، مؤكداً أن هذا هو الطريق الصحيح لإعادة بناء اليسار على أسس متينة.

في ختام تصريحه، أكد أقصبي على أهمية نقل التجربة للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن “الجيل الذي عاش التجربة بما لها وما عليها يمكن أن يكون مفيداً من خلال شرح أسباب الإخفاقات حتى يستفيد الجيل القادم ويتجاوزها”.

وأكد أن “القيمة المضافة لأي تكريم هي في تمرير الرسالة من جيل إلى جيل”، داعياً إلى الاستفادة من دروس الماضي لبناء مستقبل أفضل لليسار المغربي والمجتمع ككل.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة