كيف تورطت "ذات الوسامين".."فبراير" تعيد تركيب ملف"حمزة مون بيبي"

ملف بدأت تتناسل خيوطه، ولازال البحث جارياً للوصول إلى كل المتورطين فيه، ومن يقف وراءه، وقد أظهرت الأبحاث القضائية  حقائق خلقت المفاجأة مع نهاية السنة الماضية، وبدأت تنكشف وجوه القائمين عن الحساب كسقوط قطع “الدومينو” المصفوفة الواحدة بعد الأخرى.

قضية حساب “حمزة مون بيبي” مازالت حبلى بالجديد، انطلاقته كانت بغرض نشر أخبار الفن والفنانين “البيبل”، ويسلط الضوء على المشاهير في الخليج، والمغرب بالخصوص، وفي لحظة تحول إلى “كابوس” مرعب  للمشاهير، بنصب الفخاخ عبر مواقع الأنترنيت لضحاياهم، ويفضح الأسرار الشخصية، ويدخل غرف النوم، ليُكتشف أخيرا أن الحساب تقف وراءه عصابة إجرامية منظمة تنشط في التحريض على الإبتزاز والدعارة.”

إنطلاق الحساب!

انطلق حساب لأول مرة سنة 2018، في تطبيق “سنابشات”، ليتفرغ ويشمل كل التطبيقات “انستغرام” وفايسبوك” و”تويتر”. اهتمامه انصب أساسا في الجانب الفضائحي للمشاهير بنشر أسرار الفنانين والمغنين بالصوت والصورة.

الحساب شكل مصدر المعلومة للباحثين عن الفضائح، في وسائط التواصل الاجتماعي، وأضحى مصدرا للمواقع الإلكترونية الإخبارية المهتمة بأخبار “البيبل”.

بداية النهاية!

كانت بداية انكشاف اللثام على القائمين عن الحساب، على يد إحدى الضحايا، بعدما تقدمت  بشكاية ضد شابة تسمى (ع.ع)، بتهمة التشهير والابتزاز عن طريق حساب “حمزة مون بيبي”. كانت تلك هي المرة الأولى التي تتعرف فيها شرطة مدينة مراكش على أولى ضحايا هذا الحساب، لكن فرار المتهمة سيعيد العقارب إلى بدايتها.

سعيدة شرف ومريم سعيد أولى  المشتكيات

وفي السنة الماضية، ستدخل المغنية المغربية سعيدة شرف على خط الملف، بعد أن تقدمت بشكاية ضد أحد الموقوفين (أ .ع)،  بعد أن تعرضت للقرصنة على حسابها في موقع “أنستغرام”، وتم التشهير بها.”

 وأخر شكاية في الملف، تقدمت بها الإعلامية المغربية مريم سعيد   ضد المغنية المثيرة للجدل دنيا باطمة، مؤكدة الأخبار المنتشرة حول خسارتها لوظيفتها بسبب باطمة، وعدم إتمامها زواجها قبل يوم واحد من حفل الزفاف، بسبب قيام حساب “حمزة مون بيبي ” المتورطة باطمة في تسييره، بنشر صور فاضحة لها وتهديدها.

جرت مياه تحت الجسر، وتسارعت الأحداث على إثر ملف حمزة مون بيبي، وتم الإيقاع بـ8 أشخاص يتم التحقيق معهم،ستة في حالة اعتقال واثنان في حالة سراح، ومتهمة فارة خارج البلد.

تورط باطمة!

الملف رغم اكتشاف بعض خيوطه في وقت سابق، إلا أنه لم يعرف كل هذا الجدل، إلا بعد ظهور إسم المغنية دنيا باطمة الحاملة لوسامين، في لائحة المتورطين في  قضية “حمزة مون بيبي”.

منذ بداية الإطاحة بالمتورطين في قضية الحساب الفضائحي حمزة مون بيبي”، ارتبط إسمه بدنيا باطمة، لكن النقطة التي أفاضت الكأس هو التحقيق معها لساعات طوال، من لدن ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، والانتهاء بمتابعتها في حالة سراح مقابل كفالة مالية كبيرة، ليزداد الاشتباه في تورط دنيا و ابتسام بالحساب الوهمي.

الحساب يستهدف نجوما منافسة لباطمة، ويبقى القاسم المشترك بينها أنها تشتغل بين المغرب والخليج، كالإعلامية المغربية مريم سعيد والمغنية سلمى رشيد وزوجها والمطربة والراقصة نورا فتحي، والمغنية رجاء بلمير وشقيقها عمر بلمير،  وابتسام تسكت، التي تعتبر الغريمة التقليدية لدنيا بطمة.

باطمة أمام القضاء.. رفع الكفالة!

قرر وكيل الملك لدى ابتدائية مراكش، خلال بحر الأسبوع الماضي، إحالة المغنية دنيا باطمة وشقيقتها ابتسام على قاضي التحقيق لإجراء تحقيق إعدادي بشأن الاشتباه في ارتكابهما تهما تتعلق بـ”السب والقذف والتشهير والابتزاز، والمساس بالحياة الخاصة للأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، على خلفية علاقتهما المفترضة بحسابات “حمزة مون بيبي”.

وكانت النيابة العامة قد قدمت ملتمس متابعتهما في حالة سراح مؤقت مع وضعهما تحت المراقبة القضائية، وسحب جواز سفرهما، ومنعهما من مغادرة المغرب، غير أن القرار القضائي الأول لم يشمل منعهما من مغادرة التراب الوطني، وخفض مبلغ الكفالة، قبل أن يتم رفعها، اليوم الاثنين، وإغلاق الحدود في وجه بطمة وشقيقتها.

هيأة الحكم عدلت قرار قاضي التحقيق، بالرفع من قيمة الكفالة المالية، واتخاذ إجراء إغلاق الحدود في وجه الشقيقتين. ورغم صدور هذا المقرر القضائي حاولت باطمة مغادرة المملكة، إذ تم منعها الأسبوع الماضي، بمطار محمد الخامس، من السفر إلى البحرين برفقة زوجها محمد الترك.

وتبعا لذلك، رفعت الكفالة المالية في حق الفنانة دنيا باطمة إلى 50 مليونا، بينما ارتقت تلك المخصصة إلى شقيقتها إلى 30 مليونا، ليكون المبلغ الإجمالي الواجب إضافته ووضعه لدى صندوق المحكمة إلى حين البت، هو 40 مليونا، بالنظر إلى أن دفاع المتهمتين سبق أن أودع مبلغ الكفالة المحدد من قبل قاضي التحقيق والمحدد في 30 مليونا بالنسبة إلى دنيا و10 ملايين بالنسبة إلى شقيقتها ابتسام.

مطالب باعتقال باطمة.

قالت النائبة البرلمانية حنان رحاب، إن ” ما اتخذ من إجراءات في حق ” الفنانة ” دنيا باطمة وأختها، جراء لائحة التهم الموجهة إليها فيما بات يعرف بقضية ” حمزة مون بيبي “، يدفعنا إلى التساؤل حول الاعتبارات التي جعلتها تلقى معاملة مختلفة عن باقي المتابعين في ظل هذه القضية “.

وتساءلت النائبة الاتحادية في تدوينة ” فيسبوكية “: ” ما معنى أن يتابع البعض في حالة اعتقال، وتتابع هي واختها في حالة سراح؟ وما معنى إقحامها اسم الملك في كل خرجاتها ” الهستيرية “؟ وما معنى تعمدها الهجوم على الصحافة المغربية بمناسبة وغير مناسبة؟ وما معنى الاستقواء الغريب والمجهول الذي تعبر عنه في كل مرة بدون خجل أو استحياء؟ وما معنى أن يسب زوجها في كل المرة المغاربة وإعلامهم؟”.

وأوضحت رحاب “إننا لا ندعو إلى نصب المشانق لهذه “الفنانة “، ولكننا نريد تنفيذ القانون على الجميع وبنفس الدرجة وبدون أي تفرقة أو تمييز. فدنيا باطمة فنانة مشهورة ولها ملايين من المعجبين من المفروض فيها أن تكون قدوة لهم في الحياة المجتمعية قبل الفنية “.

وأبرزت أن “التعامل مع ” الفنانة ” على قدم المساواة مع باقي أطراف القضية هو تعزيز للثقة في مسار العدالة ببلادنا.. وهو إشارة واضحة إلى أن لا أحد قادر على تجاوز القانون. وهو كذلك تصحيح للانحراف الذي قد يطال جمهور واسع من المتابعين الذين يتابعون أطوار هذا الملف “.

سحب الوسامين!

الاشتباه في تورط باطمة في قضية “حساب حمزة مون بيبي”، جر عليها الكثير من الانتقادات اللاذعة، إذ طالب العديد من النشطاء الفيسبوكين سحب منها الوسامين الملكيين الذين تم منحهما لها في مناسبتين.

وفي هذا الإطار، فإن الظهير الشريف رقم 288.00.1 الصادر بتاريخ 5 يونيو 2000 المتعلق بالأوسمة الملكية تنص المادة 82 منه على أن العقوبات التأديبية تطبق على كل حامل لأحد الأوسمة الوطنية المغربية ارتكب ما يخل بالشرف، أو حكم عليه بعقوبة جنائية أو جنحية.

فيما المادة 83  تقول إن العقوبات التأديبية تتمثل في التوبيخ  والتوقيف والحذف، إذ يصدر “رئيس ديوان الأوسمة العقوبتين الأولى والثانية بعد موافقة مجلس الأوسمة ويبلغ ذلك إلى المعني بالأمر، وإلى السلطات التي أحالت القضية على رئيس ديوان الأوسمة”.

وحسب الظهير ذاته “تسحب البراءة ويتم الحذف من سجلات ديوان الأوسمة، مع بيان الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذا الإجراء”، وإذ “يترتب التجريد من أحد أوسمة المملكة، السحب النهائي للحق في حمل كل وسام مغربي أو أجنبي”.

باطمة ترد!

اختارت المغنية المغربية دنيا باطمة أن ترد على الأخبار التي أصبحت حديث المغاربة، والعرب، بخصوص علاقتها بحساب ” حمزة مون بيبي “، بطريقتها الخاصة.

ونشرت باطمة تدوينة عبر حسابها على “انستغرام”، تزامنا مع نشر خبر الرفع من قيمة الكفالة المالية، مقابل متابعتها في حالة سراح.

وقالت دنيا باطمة في تدوينة اعتبرها متتبعيها بمثابة رسالة مشفرة: “الحياة مدرسة والناس أسئلة والأيام إجابات”.

ملف باطمة قانونيا!

كشف يوسف حنان محامي بهيئة الدار البيضاء، أن عقوبات الابتزاز والتشهير في القانون المغربي، تندرج في شق الجنح، حيث تتراوح عقوبتها من شهر واحد إلى خمس سنوات، وقد تكون العقوبة مقرونة بغرامة تتراوح بين 5000 إلى 100000 درهم.

وحول متابعة الفنانة دنيا باطمة في حالة سراح، يقول “المحامي حنان”، إنها لا زالت بريئة إلى حين أن تثبت إدانتها بكل الدلائل الموجودة، ولا زال الملف عند قاضي التحقيق المكلف بتجميع أكبر عدد من المعلومات عن الفعل، والبحث عن أطراف أخرى قد تكون متورطة في القضية وشهود، مضيفا أن باطمة هي لحدود الآن مشتبه فيها في ظل  غياب أي مقرر قاضي يفيد إدانتها.

بخصوص الشكايات المتقاطرة ضد باطمة واتهامها بالوقوف وراء الحساب الالكتروني ” حمزة مو بيبي”، الذي ابتز وهدد العديد من الفنانين، قال المحامي، إن مثل هذه القضايا عادة ما تشهد ظهور شكايات جديدة، إلا أن تلك الشكايات ما دامت لا تتضمن وسائل الإثبات التي تفيد خطورة الأفعال الإجرامية ضد المشتكى بهم في الملف، فالأصل سيبقى البراءة والمتابعة في حالة سراح.