في يوم تاريخي، احتشد أبناء منطقة آيت باها لتكريم أحد أبرز أبنائها المناضلين، الراحل بنسعيد آيت إيدر وسط أجواء مفعمة بالوطنية والإجلال، ألقت النائبة البرلمانية عن حزب الإشتراكي الموحد نبيلة منيب كلمة تأبينية نعتت فيها الفقيد بـ”الشامخ” و”ضمير الوطن”.
واستهلت منيب كلمتها بالتذكير بزيارتها الأولى لآيت باها برفقة المناضل بنسعيد، موضحة كيف أثارت إعجابها روح النضال والوعي المتأصلة في هذه المنطقة. ووصفت بنسعيد بالرجل الوطني الذي تجري الوطنية في دمائه، والذي ساهم بشكل كبير في تحرير البلاد من القيود والخوف.
كما تطرقت إلى مسيرته النضالية الحافلة كقائد في جيش التحرير، وجهوده المتواصلة في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية على المستويين المحلي والدولي. وأشادت بشجاعته ومواقفه النبيلة ضد المستعمر وفي سبيل الحفاظ على وحدة التراب الوطني.
ولم تغفل منيب الإشادة بدور بنسعيد في نشر الوعي وقيم الديمقراطية والحرية في المنطقة، واصفة إياه بـ”ديمقراطي فوق الديمقراطية”. وأوضحت كيف حرص على مشاركة حركة 20 فبراير باعتبارها “معركة نضالية” لاكتساب المزيد من الحريات.
كما سلطت الضوء على جهوده المتواصلة في دعم مختلف الحراكات الشعبية، ومطالبته بالإفراج عن معتقلي حراك الريف والصحفيين والمدونين الذين تعرضوا للاعتقال، بالإضافة إلى موقفه الثابت رفضاً للتطبيع مع الكيان الصهيوني ودعمه للقضية الفلسطينية.
واختتمت منيب كلمتها بالتأكيد على أن بنسعيد سيظل بمثابة ضمير الوطن، وأن الطريق الذي رسمه واضح لمواصلة النضال وفرض تعاقد مجتمعي جديد من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والاستبداد والنهب.
كما أشارت منيب إلى ضرورة الاقتداء به وبمواقفه النبيلة ومواصلة مسيرة النضال التي خاضها طوال حياته من أجل المغرب الكبير الديمقراطي.
وولد الراحل سنة 1925، في قرية تيمنصور، إقليم اشتوكة آيت باها، وانخرط في مقاومة الاستعمار، حيث كان من أطر المقاومة وجيش التحرير.
وبعد الاستقلال انخرط الراحل في العمل السياسي حيث كان رئيسا لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي و انتخب نائبا في البرلمان عن اقليم اشتوكة أيت باها.
وكان الملك محمد السادس قد وشح، في يوليوز 2015، الراحل بنسعيد أيت إيدر بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لعيد العرش.
وسيوارى جثمان الراحل محمد بنسعيد آيت ايدر الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، غدا الأربعاء بعد صلاة العصر.
