كشفت التدوينة الأخيرة، للقيادي السابق في جبهة “البوليساريو”، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود حقائق لا يمكن تجاهلها بشأن قضية الصحراء المغربية.
فقد أكد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، عبر تدوينة له على منصة “فيسبوك”، أن الساقية الحمراء ووادي الذهب امتداد طبيعي للمغرب جغرافيا وبشريا، وأن قبائلها ذات الأصول المغربية لا يمكن فصلها عن المملكة بأي حال.
هذه الشهادة القوية من قلب الصراع نفسه، كما يوضح ولد سيدي مولود، تفضح زيف مزاعم الجارة الجزائر، التي تحاول بشتى الطرق فصل الصحراء عن المغرب بحجج واهية تتعلق بـ “الأمن القومي”. فكيف لحدود بريـة لا تتعدى 50 كلم أن تشكل تهديدا أمنيا على بلد بحجم الجزائر وعمقها الجغرافي؟ في دلالة على الحدود التي تحد الجزائر مع الصحراء.
ومن جهة، أخرى وكما يرى متابعون للشأن السياسي، فالحقيقة أن الجزائر بموقفها المتشنج تجاه قضية الصحراء إنما تخدم أجندات خارجية لا علاقة لها بمصلحتها الوطنية، وهي بذلك تدفع ثمنا باهظا من خزينتها العامة لصالح انفصاليين ينخرون في جسد الأمة المغربية بينما يتفرج العالم على هذا المشهد المأساوي.
كما تعاني الجزائر من فشل ذريع في مختلف مجالات صراعاتها مع المملكة المغربية الشريفة، الأمر الذي دفعها منذ سنوات إلى اللعب بورقة “البوليساريو”، كأداة ضاغطة على المملكة، عبر منفذ حقوق الإنسان، غير أن المغرب استطاع وعبر سنوات تحقيق مكاسب على مستوى جميع الأصعدة مكنته من الظفر بموقع سياسي قوي على مستوى إفريقيا وعلى مستوى العالم.
وتضيف ذات المصادر، أنه “آن الأوان لكي تدرك الجزائر أن الطريق نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة يمر حتما عبر التعاون البناء مع المغرب الشقيق لا عبر إثارة نزاعات عقيمة لا تخدم سوى أعداء الأمتين. وعلى الجزائريين أنفسهم مساءلة حكامهم عن الكلفة الباهظة لهذه السياسة العبثية التي أصبحت تهدد مصالحهم الحيوية”.
وظلت الجزائر لفترة طويلة تعتمد على “البوليساريو” في محاولة لتحقيق بعض أهدافها، معتبرة قيام دولة مستقلة في الصحراء “الجسر الحقيقي” لتنفيذ كل خططها تجاه المملكة المغربية.
هذا وتعد العلاقات التاريخية العميقة والمصالح الاقتصادية المشتركة القوية التي تربط المغرب بدول المنطقة والقارة الإفريقية، إلى جانب النفوذ المتزايد للمملكة في إفريقيا، تجعل من المغرب حجر الزاوية في أي استراتيجية إقليمية ناجحة ومستدامة.
