تشهد المنطقة المغاربية حالة من التوتر الجيوسياسي المتصاعد، حيث تبدي الجزائر عداءً متزايداً تجاه دولتي الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا، فضلاً عن مخاوف بشأن مشاريع الطاقة الناشئة في المملكة المغربية، حسب مراقبين.
ووفقًا لتحليلات خبراء ومراقبين دوليين، يرون أن عداء الجزائر تجاه الإمارات العربية المتحدة يرتبط بشكل وثيق بدعم الأخيرة للمغرب في قضية الصحراء المغربية، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو المطالبة بالاستقلال عن المغرب.
أما بالنسبة للعداء تجاه إسبانيا، بحسب ذات المصادر، فيرجع إلى موقف الأخيرة المؤيد للمغرب في النزاع حول الصحراء المغربية، بالإضافة إلى الخلافات التاريخية بين البلدين حول القضايا الإقليمية مشيرين إلى أن الجزائر ترى في إسبانيا امتداداً للنفوذ الأوروبي في المنطقة، الأمر الذي يتعارض مع سياساتها الخارجية المستقلة.
من جانب آخر، تشير تحليلات خبراء، إلى أن مخاوف الجزائر من مشاريع الطاقة في المغرب تنبع من رغبتها في الحفاظ على مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة الإقليمية والدولية. وترى الجزائر أن المشاريع المغربية الجديدة في مجال الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة قد تهدد هيمنتها على صادرات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، خاصة في ظل تنامي الطلب الأوروبي على مصادر الطاقة البديلة عن الغاز الروسي.
كما أن هذه التوترات قد تؤثر سلبا على استقرار المنطقة وجاذبيتها للاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة، الأمر الذي قد يعرقل تنفيذ مشاريع الطاقة المستدامة والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة في المنطقة.
وما أثار حفيظة الجزائر، الزيارةالأخيرة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى الرباط تنسيقا بشأن عدة ملفات سياسية وأمنية واقتصادية، كما تؤكد استمرار نمو العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد تأييد مدريد لمبادرة الحكم الذاتي التي تتبناها الرباط في ملف الصحراء المغربية.
واعتبرت مدريد أن مبادرة الحكم الذاتي أساس لإيجاد حل نهائي وذات مصداقية. كما تأتي بعد مرور أيام قليلة على تعليق زيارة ألباريس إلى الجزائر، التي كانت تنتظر أن تراجع إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية.
وتحسنت العلاقات بين البلدين منذ أن قررت مدريد في مارس 2022 تأييد موقف الرباط من الصحراء المغربية ما وضع حدا لأزمة دبلوماسية بين البلدين امتدت عاما بسبب استضافة إسبانيا زعيم بوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي لتلقي العلاج بـ”هوية مزورة”، بحسب الرباط.
