لم تعد ظاهرة القمار والرهانات حكرا على فئة معينة في المغرب، بل امتدت لتشمل مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك الشباب والقاصرين والفتيات والشيوخ.
هذه الآفة المتنامية تنتشر بسرعة في المدن والقرى على حد سواء، مستغلة انتشار الهواتف الذكية والإنترنت.
تطبيقات الرهانات الرياضية والكازينوهات الافتراضية وألعاب الحظ أصبحت في متناول الجميع، مغرية الشباب بإغراءات الربح السريع، الاستجابة لهذه العروض الترويجية تدفع الكثيرين للانجراف نحو هاوية القمار، حيث يواجهون خطر فقدان أموالهم وتعرضهم للإدمان والآثار النفسية السلبية.
في المناطق الريفية، يلعب التقليد الاجتماعي والفراغ دورا في انجراف الشباب نحو هذه الأنشطة المدمرة.
كما لا تقتصر الظاهرة على الذكور فقط، بل تشهد مشاركة متزايدة من الفتيات والشيوخ الذين يرون في القمار ملاذا للهروب من الضغوطات اليومية.
انتشار القمار والرهانات له آثار سلبية متعددة على المجتمع المغربي. فعلى الصعيد الاجتماعي، يؤدي الإدمان إلى تزايد حالات الطلاق، التفكك الأسري، والعنف المنزلي.
أما اقتصاديا، فإن الخسائر المالية تؤدي إلى تدهور أوضاع الأفراد، مما يزيد من معدلات الفقر والديون.
قصص حقيقية لضحايا القمار تعكس حجم الكارثة الاجتماعية التي تخلفها هذه الظاهرة. من تفكك أسر بأكملها، إلى خسارة ممتلكات وأعمال، وصولا إلى الاكتئاب والإدمان، تتركز الآثار السلبية على الأفراد وأسرهم.
لمواجهة هذا التحدي الكبير، يتعين على الحكومة المغربية تشديد الرقابة على مواقع القمار والرهانات، وفرض قوانين صارمة تحظر مشاركة القاصرين. كما يجب تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر هذه الظاهرة من خلال حملات إعلامية وتثقيفية.
في الوقت نفسه، يجب توفير بدائل ترفيهية آمنة ومفيدة للشباب، مثل الأنشطة الرياضية والثقافية، للمساعدة في شغل أوقات فراغهم بعيدًا عن إغراءات القمار. دعم العائلات في فهم ومعالجة هذه المشكلة يمكن أن يلعب دورًا هامًا في حماية الأفراد والمجتمع.
ظاهرة القمار والرهانات تشكل تحديًا كبيرًا للمجتمع المغربي، ويتطلب مواجهتها تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية. فقط من خلال التشريعات الصارمة، التوعية المجتمعية، وتوفير بدائل إيجابية للشباب، يمكن الحد من انتشار هذه الآفة وضمان مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للأجيال القادمة.
