سلط الباحث في المجال الثقافي سعيد العنزي تاشفين الضوء على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية وتعزيزها في مواجهة تحديات العصر. وقد أكد تاشفين على ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية والثقافية للمملكة لبناء مجتمع متماسك ومتوازن.
وأشار الباحث العنزي إلى أن التركيز الحالي على المؤشرات الاقتصادية والسياسية وحدها غير كافٍ لبناء مجتمع سليم. وقال: “الاستثمار في الاقتصاد والسياسة فقط… على أشلاء احتقار الثقافي وتبخيس الحضاري واغتيال الرمزي ومحاصرة الهوية سيخلق… مجتمعاً معطوباً ومشلولاً وغير منسجم”.
ودعا تاشفين الحكومة المغربية إلى الالتفات إلى الجوانب الثقافية والحضارية والفنية والجمالية، مؤكداً على أهمية المدرسة والمسجد في تشكيل هوية المواطن المغربي. وقال: “المدخل هو التربية… خصنا نرجعو للقيمة ديالها”.
كما شدد على أهمية تعزيز القيم المغربية الأصيلة، بما في ذلك الإسلام المغربي الوسطي المعتدل والتصوف المغربي، مع الحفاظ على الانفتاح على العالم دون الذوبان فيه.
وختم تاشفين حديثه بالتأكيد على ضرورة تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة، بما فيها الجامعات والمدارس، في “المعركة ديال القيم” لتربية جيل واعٍ بتاريخه وهويته، قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وفي جانب آخر، انتقد الباحث ما وصفه بـ”ثقافة العار” تجاه التراث المغربي، مشيراً إلى أن هناك ميلاً لتعظيم كل ما هو أجنبي وتصغير ما ينتمي للأرض المغربية. ودعا إلى ضرورة إعادة الاعتبار للأسماء والثقافة المغربية في الإنتاجات الفنية والإعلامية.
وفي سياق متصل، أبدى تاشفين أسفه على ما اعتبره تراجعاً في المستوى الفني والثقافي للأغنية المغربية مقارنة بعصرها الذهبي. وذكر أسماء فنانين كبار مثل عبد الوهاب الدكالي ومحمد الحياني، متسائلاً عن سبب عدم وجود جيل جديد يحمل نفس القيمة الفنية والثقافية.
وحذر الباحث من خطورة ما أسماه “الحرب الناعمة” على رموز الوطن وثقافته، داعياً إلى ضرورة الحفاظ على الخصوصية الثقافية المغربية في مواجهة تيارات العولمة. وأشار إلى أن المغاربة يعيشون بين “مطرقة العولمة وسندان مغاربة لا يريدون لـ ‘تمغربيت’ أن تقوم”.
و تطرق تاشفين إلى قضية السياحة الداخلية، منتقداً توجه العديد من المغاربة للسياحة في الخارج على حساب اكتشاف بلدهم. ودعا الدولة إلى الاستثمار في السياحة الثقافية الداخلية وتسويق التنوع الطبيعي والثقافي للمغرب محلياً وعالمياً.