أوضح البروفيسور خالد فتحي أن إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية على مستوى العالم بشأن مرض جدري القردة، يعكس رغبة المنظمة في استباق المخاطر المحتملة والحد من انتشار هذا الفيروس. وبيّن أن هذا الإعلان جاء ليؤكد ما سبق أن أشار إليه المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض، في ظل تصاعد القلق من انتشار المرض.
وأشار فتحي إلى أن حركة السفر العالمية، خاصة خلال فصل الصيف ومع اقتراب موسم الدخول المدرسي، تشكل بيئة خصبة لانتشار الفيروس بسبب الاكتظاظ وزيادة فرص الاحتكاك بين الناس. وأكد أن الإجراءات الوقائية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية قد تلعب دورًا حاسمًا في تقليل حدة انتشار هذا الوباء.
وأضاف البروفيسور أن الفيروس، الذي كان في البداية محصورًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قد بدأ الآن في الانتشار إلى دول إفريقية مجاورة، ما يزيد من المخاوف بشأن تحوله إلى تهديد عالمي. وأوضح أن جدري القردة، كغيره من الأمراض الفيروسية، يتسم بأعراض تشمل الحمى، والصداع الشديد، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام العضلات. بالإضافة إلى ذلك، يسبب الفيروس تضخم الغدد الليمفاوية وظهور قروح جلدية مؤلمة.
ودعا فتحي الحكومات إلى عدم الاستهانة بالوضع، مؤكدًا على ضرورة أن تكون هناك خطط صحية متكاملة للتصدي لهذا المرض. وشدد على أن التحرك السريع والاستعداد المسبق يمكن أن يكونا مفتاحًا للسيطرة على انتشار الفيروس.
وفيما يتعلق بالوضع في المغرب، أكد البروفيسور فتحي أن عدد الحالات كان محدودًا في الفترة السابقة، لكنه شدد على ضرورة تحري اليقظة، خصوصًا في المنافذ الحدودية والمطارات، لضمان عدم دخول الفيروس وانتشاره في البلاد. كما أشار إلى أهمية تعزيز إجراءات الوقاية ومراقبة الحالة الوبائية بشكل مستمر.
في النهاية، حث البروفيسور خالد فتحي على تعزيز الوعي المجتمعي بخصوص جدري القردة واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من هذا المرض، مؤكداً أن الالتزام بالتدابير الوقائية يمكن أن يسهم بشكل كبير في حماية الصحة العامة.
في ظل الانتشار السريع لمرض جدري القردة (إم-بوكس) في عدد من الدول الإفريقية، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنها تتابع عن كثب الوضع الوبائي لهذا المرض ضمن إطار منظومة الرصد الوبائي الدولي. جاء ذلك في بلاغ رسمي صدر اليوم الخميس، حيث أكدت الوزارة أن المغرب يظل على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطور قد يطرأ على هذا الوباء.
وأوضح البلاغ أن وزارة الصحة قامت بتحديث المخطط الوطني للرصد والاستجابة، استناداً إلى التطورات المستمرة للوضع الوبائي على الصعيد الدولي، وأيضاً تبعاً لتنامي المعرفة العلمية حول المرض. وقد تم ذلك بالتنسيق مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تراقب عن كثب انتشار المرض وإصدار التوجيهات اللازمة للحد من تفشيه.
وأضافت الوزارة أنها اتخذت خطوات استباقية منذ يونيو 2022، حين تم تفعيل مخطط وطني للتعامل مع حالات الإصابة بجدري القردة. ووفقاً للبيان، فقد تمكن هذا المخطط من رصد خمس حالات إصابة بالمرض حتى مارس من هذا العام، حيث كانت معظم الحالات واردة من الخارج ولم تتسبب في انتقال العدوى إلى المخالطين. وبيّن البلاغ أن تلك الحالات تميزت بكونها خفيفة من الناحية الطبية، حيث تماثلت للشفاء الكامل دون حدوث أي مضاعفات تذكر.
وتسعى وزارة الصحة من خلال هذا البلاغ إلى طمأنة المواطنين بشأن الوضع الوبائي لجدري القردة في المغرب، مؤكدة أن السلطات الصحية تواصل مراقبة الوضع بفعالية، وستستمر في التواصل مع الجمهور لإبلاغهم بكل جديد يتعلق بهذا المرض. وفي هذا السياق، شددت الوزارة على أن مستوى اليقظة والاستعداد في المغرب يظل مرتفعاً، ما يعزز من قدرة البلاد على مواجهة أي تطور قد يطرأ.