أكد الأستاذ الفلسطيني في العلاقات الدولية، يوسف البردويل، أن “حركة حماس” ليست مجرد كيان عسكري أو سياسي، بل هي فكرة مقاومة متجذرة في وجدان الشعب الفلسطيني.
وأشار في حديثه مع موقع “فبراير.كوم”، إلى أن الفكرة لا تموت، حتى لو سقط قادتها أو قُتل أبناؤها، مستشهداً بشهداء الحركة الذين سقطوا على مدار سنوات النضال، مثل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، والجعبري، وغيرهم من القادة الذين اغتالتهم إسرائيل.
وأوضح البردويل أن إسرائيل كانت تعتقد أن قتل القادة سيؤدي إلى انهيار الحركة، لكنها فوجئت بأن كل قائد يسقط يولد بدلاً منه ألف قائد. وأشار إلى أن اغتيال إسماعيل هنية مؤخراً لم يُضعف حماس، بل خرج من رحمها قادة جدد مثل يحيى السنوار، الذي أصبح رمزاً جديداً للمقاومة.
وأضاف البردويل أن حركة حماس تعرضت لضربات قاسية خلال السنوات الماضية، خاصة في الحرب الأخيرة على غزة، حيث خسرت العديد من قادتها العسكريين والمقاتلين، مشيرا إلى أن الخسارة السياسية باغتيال إسماعيل هنية كانت كبيرة، حيث كان يمثل شخصية جامعة لكل أطياف الشعب الفلسطيني، وكان دبلوماسياً محنكاً قادراً على توحيد الصفوف.
لكن البردويل أكد أن حماس، رغم كل هذه الخسائر، ما زالت قادرة على إعادة تجنيد مقاتلين جدد، كما أشار إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي اعترف بأن حماس أعادت بناء قواتها خلال فترة قصيرة. وأكد أن الفكرة التي تحملها حماس ما زالت حية، وأنها قادرة على الصمود رغم كل التحديات.
وتطرق البردويل إلى دور حماس في محور المقاومة، مؤكداً أن الحركة هي العصب الرئيسي لهذا المحور، وليست مجرد جزء منه.
وأوضح إلى أن إسرائيل كانت تسعى خلال الحرب الأخيرة إلى فصل حماس عن محور المقاومة، وإضعاف هذا المحور ككل. لكنه أكد أن حماس ما زالت تقود المقاومة في المنطقة، وأنها العدو الرئيسي لإسرائيل.
وشدد إلى أن محور المقاومة، الذي يضم إيران وحزب الله وسوريا واليمن، لم يقدم الدعم الكافي لحماس خلال الحرب الأخيرة، مما تركها تواجه إسرائيل وحيدة. وأكد أن هذا الأمر يتطلب من حماس إعادة تقييم تحالفاتها واستراتيجيتها في المستقبل.
وأشار البردويل إلى الحصيلة الكارثية للحرب الأخيرة على غزة، حيث تم تدمير آلاف الوحدات السكنية، وتضرر الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير. كما أشار إلى الخسائر الإسرائيلية، حيث قُتل أكثر من 1200 إسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر، بالإضافة إلى تدمير العديد من الآليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكد أن الحرب كشفت فشل المنظمات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، في تحقيق السلام والأمن الدوليين. وأشار إلى أن هذه المنظمات أصبحت مجرد حبر على ورق، ولم تستطع وقف المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.
وتحدث البردويل عن دور الولايات المتحدة في الحرب، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية، خاصة تحت قيادة الرئيس جو بايدن، قدمت دعمًا كبيرًا لإسرائيل. وأشار إلى أن الولايات المتحدة أرسلت سفنًا حربية وكميات هائلة من الذخائر إلى المنطقة، مما ساهم في تدمير غزة.
وأكد أن الضغوط الدولية، خاصة من الشارع الإسرائيلي، هي التي أجبرت إسرائيل على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن حركة حماس استغلت هذه الفرصة بشكل جيد، وتمكنت من الصمود رغم كل التحديات.
وفي ختام حديثه، أكد البردويل أن حركة حماس، رغم كل الخسائر التي تعرضت لها، ما زالت قادرة على الصمود والاستمرار. وأشار إلى أن الفكرة التي تحملها الحركة، وهي مقاومة الاحتلال والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، هي فكرة لا تموت. وأن الشعب الفلسطيني، رغم كل المعاناة، ما زال يؤمن بهذه الفكرة، وسيواصل النضال من أجل تحقيق حريته واستقلاله.
