في عالم تُهيمن عليه التحولات الرقمية، تبرز الدكتورة كنزة أيت سي عبو كواحدة من الأسماء اللامعة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تمزج بين البحث العلمي والتأثير المجتمعي، وتسعى إلى جعل التكنولوجيا أكثر شمولًا وإنصافًا. وفي اليوم العالمي للمرأة، يستحق اسمها أن يكون ضمن قائمة النساء الرائدات اللواتي يرسمن معالم المستقبل الرقمي بعلمهن ورؤيتهن التقدمية.
ولدت الدكتورة كنزة أيت سي عبو في بيئة جعلتها تُدرك منذ الصغر أهمية المعرفة كأداة للتغيير. شغفها بالعلوم قادها إلى متابعة دراستها في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، حيث جمعت بين التكوين الأكاديمي الصلب والرغبة في إحداث تأثير حقيقي في العالم الرقمي، شقت طريقها بثبات في عالم يظل حتى اليوم ذكوريًا في الكثير من جوانبه، لكن حضورها لم يكن مجرد استثناء، بل تأكيدًا على أن المرأة قادرة على أن تكون في صميم التحولات التكنولوجية الكبرى.
تنشط كنزة أيت سي عبو في مشاريع بحثية متقدمة تهدف إلى تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول، يراعي الأخلاقيات ويأخذ بعين الاعتبار التحديات الاجتماعية والاقتصادية، كما أن إيمانها بأن التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة الإنسانية وليس العكس، دفعها إلى العمل على مشاريع تُسهم في تقليص الفجوة الرقمية، وتُمكّن الفئات المهمشة، وخاصة النساء، من ولوج عالم الذكاء الاصطناعي ليس فقط كمستهلكات، بل كمطورات وقائدات لهذا المجال.
إلى جانب مسيرتها الأكاديمية والمهنية، تُعتبر الدكتورة كنزة من أبرز الأصوات المدافعة عن تمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ترى كنزة أن غياب النساء عن تصميم الأنظمة الذكية يُعزز التحيزات البرمجية ويُعمّق الفوارق الاجتماعية، وهو ما يجعلها تُنادي بضرورة إدماج المرأة بقوة في هذا الحقل، سواء عبر السياسات التعليمية أو عبر خلق بيئة مهنية تضمن تكافؤ الفرص.
كما أن دفاعها عن المساواة لا يقتصر على الشعارات، بل يتجسد في أعمالها ومبادراتها، حيث تعمل على إشراك الشباب والنساء في مشاريع تكنولوجية تُتيح لهم فرصًا جديدة، سواء من خلال البحث العلمي أو ريادة الأعمال، فرؤيتها تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث تسعى إلى جعل الذكاء الاصطناعي وسيلة لتعزيز التنمية في الدول الناشئة، بدلًا من أن يكون أداة أخرى لترسيخ الفوارق بين الشمال والجنوب.
اليوم، تُكرّم كنزة أيت سي عبو ليس فقط كعالمة ومهندسة، بل كصوت يُدافع عن مستقبل تكون فيه التكنولوجيا عادلة، منصفة، ومُتاحة للجميع. حضورها في المحافل العلمية والمؤتمرات الدولية ليس مجرد تمثيل رمزي، بل هو تأكيد على أن المرأة، حين تُتاح لها الفرصة، قادرة على أن تكون جزءًا أساسيًا من المعادلة التكنولوجية، ليس كمستفيدة فقط، بل كمُبدعة وصانعة للقرار.
في اليوم العالمي للمرأة، يُصبح تسليط الضوء على مسارها ليس فقط احتفاءً بإنجازاتها، بل رسالةً واضحة بأن التحولات الرقمية تحتاج إلى عقول متنوعة، وأن المساواة في الذكاء الاصطناعي ليست ترفًا، بل ضرورة لضمان مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا للجميع.