الرئيسية / حوارات / البارودي: حماي قال لزوجي إياك أن تفرط في فاطمة كازاوية واقفة ووالدي أدرك قيمة زوجي

البارودي: حماي قال لزوجي إياك أن تفرط في فاطمة كازاوية واقفة ووالدي أدرك قيمة زوجي

برودي:
حوارات
راوية الذهبي 15 مارس 2025 - 17:00
A+ / A-

تتذكر فاطمة البارودي، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، في حوار لها على موقع “فبراير” بداياتها الأولى في الكتابة، حيث كانت تكتب محاولات شعرية منذ سن الرابعة عشرة خلال مرحلة البكالوريا.

 تقول البارودي في سردها أن أستاذ اللغة العربية لعب دورًا مهمًا في تطوير مهاراتها، إذ كان يشيد بتحليلاتها الأدبية ويعتبر نصوصها “جديرة بالنشر”، وهو ما شكل لديها دافعًا للاستمرار في الكتابة والتفكير في الصحافة كخيار مهني.

رغم تعلقها بالكتابة، واجهت فاطمة تحديًا كبيرًا عند انتقالها من الدار البيضاء إلى الرباط لمتابعة دراستها، كانت أول فتاة في عائلتها تغادر مدينتها للدراسة، وهو أمر لم يكن سهلًا. لكن بدعم والدتها، التي حرصت على توفير الأجواء المناسبة لها، تمكنت من تجاوز هذه العقبة وتحقيق طموحاتها.

في مسيرتها الأكاديمية، تعرفت على زوجها محمد الداودي، الذي كان زميلها في معهد الصحافة. لم تكن بينهما علاقة خاصة في البداية، بل كانا مجرد زميلين في نفس الدفعة. لكن الأقدار جمعتهما حين قررت فاطمة العمل على بحث حول “سبتة ومليلية من خلال الصحافة الإسبانية”، تقدم محمد لمشاركتها في البحث، رغم أنه لم يكن متخصصًا في اللغة الإسبانية، لكنه أبدى استعداده للمساهمة بترجمة المقالات ومناقشة الأفكار معها.

مع مرور الوقت، توطدت علاقتهما، وكان لوالد محمد دور بارز في التقريب بينهما، حيث أبدى إعجابه بشخصيتها وطموحها، مؤكدًا لابنه أن فاطمة ستكون شريكة حياة مثالية. وبعد التخرج، قررا الارتباط رسميًا، متحدّين الصعوبات المالية التي واجهتهما في بداية حياتهما الزوجية، حيث عاشا لمدة عامين بإمكانيات محدودة قبل أن تتحسن أوضاعهما تدريجيًا.

بفضل اجتهادها، حصلت فاطمة على فرصة عمل في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بعد اجتيازها مباراة التوظيف في 16 يونيو، حيث بدأت العمل في التلفزيون المغربي بعد عشرة أيام فقط. لم يكن الطريق سهلًا، لكنها كانت تدرك أن الفرص لا تأتي بسهولة، فواصلت العمل بجد حتى أثبتت نفسها في المجال الإعلامي.

تؤمن فاطمة بأن النجاح لا يأتي دون تضحيات، وأن لكل إنجاز ثمنًا من الجهد والتعب. وتشير إلى أن الناس غالبًا ما يرون الواجهة، لكنهم لا يدركون المعاناة والتحديات التي ترافق المسار المهني.

اليوم، وهي واحدة من الأسماء البارزة في مجال الإعلام بالمغرب، تستذكر فضل والدتها التي دعمتها بصمت، ووالدها الذي أدرك مع الزمن قيمة اجتهادها. وتؤكد أن الاعتراف بقيمة الإنسان لا يرتبط بالمال، بل بالأخلاق والاحترام المتبادل داخل العائلة والمجتمع.

ختامًا

تُعد تجربة فاطمة البارودي نموذجًا لكيفية الجمع بين الشغف والعمل الجاد لتحقيق الأحلام، فرغم كل التحديات، استطاعت أن تفرض نفسها كإعلامية بارزة في المشهد المغربي.

السمات ذات صلة

حصاد فبراير