فتاح بغداد، فنان شاب شق طريقه في عالم المسرح والتمثيل بشغف ومثابرة، ليصبح اليوم من الأسماء الصاعدة في الساحة الفنية المغربية. في حديثه، يسترجع بداياته المتواضعة في مركز خدمات الشباب بحي المسيرة، حيث كانت انطلاقته بدعم من أصدقائه، قبل أن يصقل موهبته تدريجياً بدورات تكوينية، أبرزها في القسم النموذجي للفنون الدرامية بمدينة الرباط.
ويؤكد بغداد أن رحلته الفنية لم تكن سهلة، حيث واجه العديد من التحديات، خاصة في غياب المنصات الرقمية التي تسهل اليوم شهرة الفنانين، مثل “إنستغرام” و”تيك توك”.
ومع ذلك، ساعده المسرح في تطوير شخصيته، وعمل إلى جانب أسماء وازنة في المجال، مثل المهدي بوخريص وسليمان الرمزي يقول فتاح بغداد: “هادي حرفتك أولدي”.. كلمة غيرت مساري الفني وأعطتني القوة للإستمرار
ويعتبر بغداد أن العمل في المسرح لم يكن خيارًا سهلاً، خاصة مع نظرة المجتمع السائدة التي ترى فيه مجالاً غير مضمون للمستقبل. لكنه وجد في دعم والده الراحل دافعًا كبيرًا للاستمرار، بعد أن حضر أحد عروضه المسرحية وأكد له أن هذا المجال هو حرفته الحقيقية.
ويشدد الفنان على أن المسرح ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة لبناء الشخصية وتنمية القدرات، وهو ما دفعه إلى المطالبة بإدماجه في المؤسسات التعليمية منذ المراحل الأولى، لأنه يرى فيه وسيلة لصقل مواهب الشباب وإعدادهم لولوج الصناعات الثقافية التي أصبحت اليوم قطاعًا واعدًا.
أما عن مسرحيته “شكون حنا”، فيقول بغداد إنها مستوحاة من أجواء الفرح التي عاشها المغاربة بعد إنجازات المنتخب الوطني، حيث تعكس قيم التضامن والنية الصادقة، مسقطًا هذه المفاهيم على قصة عائلة مغربية على وشك الانهيار، لتجد في لحظة الفرح الوطني فرصة لاستعادة التماسك العائلي.
وبخصوص التحديات التي تواجه المجال الفني، لا ينكر بغداد وجود عراقيل، خصوصًا في بداياته، عندما كان يُنظر إلى المسرح بنوع من الاستهزاء، لكنه يؤمن بأن الطموح والإصرار كفيلان بتجاوز كل العقبات، مستشهداً بمقولة الراحل محمد البسطاوي: “إذا كنت في حرفة ولم تطعمك الخبز، ابحث عن أخرى”.
ويختم فتاح بغداد حديثه بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل المسرح المغربي، مشيدًا بالدعم الذي بدأ يتلقاه الشباب من وزارة الثقافة، ومتمنيًا أن تتاح المزيد من الفرص للفنانين الشباب ليبدعوا ويساهموا في إثراء المشهد الثقافي المغربي.