في حوار خاص ، تناول الصحفي والكاتب عبد الحق نجيب العديد من القضايا المجتمعية والتربوية التي تؤثر في الحياة الأسرية المغربية، موضحًا أن الطلاق الأسري في المجتمع المغربي يشكل تحديًا كبيرًا، حيث يتحول أحيانًا إلى عداء بين الرجل والمرأة بعد الانفصال. ولفت نجيب إلى أن الكثير من الأسر التي شهدت الطلاق حافظت على علاقات إنسانية سليمة بعد الفراق، بل واحترمت الحياة السابقة بين الزوجين، وهو ما يشير إلى أهمية العلاقات الإنسانية في بناء أسس الاستقرار المجتمعي.
وأكد عبد الحق نجيب أن الطلاق في المجتمعات مثل المجتمع المغربي غالبًا ما يؤدي إلى تقسيم الأسرة وتفكيك روابطها، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الأب والأم أمام الأطفال. “المشكل في المجتمعات بحال المجتمع ديالنا هو عندما يحدث الطلاق، كيولي العداء بين الزوجين، وكيولي الرجل والمراه أعداء، وهذه أمور خطيرة جدًا”، قال نجيب، مشيرًا إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بالعداوة بين الوالدين يواجهون أزمات نفسية كبيرة تؤثر على نموهم وتطورهم العاطفي والاجتماعي.
وتطرق عبد الحق نجيب أيضًا إلى تجربته الشخصية، مشيرًا إلى كيفية تعامل أسرته مع الطلاق بأسلوب من الاحترام المتبادل، حيث قال: “هناك العديد من الناس الذين طلقوا، لكن بقيت لديهم علاقات إنسانية سليمة مبنية على الاحترام، وهذه هي الأساس”. وأضاف أن ثقافة الاحترام المتبادل بين الوالدين حتى بعد الطلاق تُعد ضرورية جدًا لصحة الأطفال النفسية.
وفيما يتعلق بالزواج في الوقت الحالي، اعتبر عبد الحق نجيب أن الكثير من الزيجات اليوم لا تقوم على أسس قوية مثل الحب والاحترام المتبادل، بل غالبًا ما تكون مبنية على أسس تافهة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع المغربي، حيث أشار إلى أن المغرب يشهد نحو 800 حالة طلاق يوميًا. وأضاف: “الزواج اليوم أصبح بلا مبادئ حقيقية، والطلاق أصبح لأسباب تافهة، لا يمكن للمجتمع أن يستمر في هذه الدوامة.”
ومن جهة أخرى، تحدث عبد الحق نجيب عن تجربة أسرته مع اللغات المتعددة، حيث نشأ في بيئة لغوية غنية، مع والده الذي كان يتحدث الفرنسية والإنجليزية، وأخيه الذي كان يتقن اللغة الألمانية. وأشار إلى أن تعلم اللغات كان له تأثير كبير على وعيه الشخصي وفهمه للثقافات المختلفة. وتحدث عن كيف كانت العائلة تستخدم عدة لغات في المنزل، مما ساعده على توسيع آفاقه الثقافية، مؤكدًا أن إلمامه باللغات أسهم في تكوين فهم أعمق للهوية والذات.
وبالنسبة لعبد الحق نجيب، لا يقتصر تأثير الطلاق على العلاقات الأسرية فقط، بل يمتد ليشمل فاعلية التواصل بين الأفراد والمجتمعات، حيث يعتقد أن تطور المجتمع وتقدمه يعتمد أيضًا على تعزيز روابط الاحترام والتفاهم بين أفراد الأسرة. “الطلاق لا يجب أن يكون سببًا في التشتت، بل فرصة لإعادة بناء العلاقات على أسس جديدة من الاحترام والمساواة”، قال نجيب في ختام حديثه.