الرئيسية / حوارات / مفيد زوجة المقرئ: شعرت بالغيرة من زوجة زوجي وعانيت لكنني أفضل التعدد وأوصي به

مفيد زوجة المقرئ: شعرت بالغيرة من زوجة زوجي وعانيت لكنني أفضل التعدد وأوصي به

مفيد زوجة المقرئ: شعرت بالغيرة من زوجة زوجي وعانيت لكنني أفضل التعدد وأوصي به
حوارات سياسة

مفيد زوجة المقرئ: شعرت بالغيرة من زوجة زوجي وعانيت لكنني أفضل التعدد وأوصي به. قد لا تتفقون مع خديجة مفيد القيادية في حزب العدالة والتنمية. لكن أكيد أنكم ستحترمون جرأتها. كانت دائما مثارا للجدل، منذ أن برز وجهها في الحقل السياسي باسم حركة الإصلاح والتوحيد ثم حزب العدالة والتنمية.

يحسب لخديجة مفيد، وهذا رأيي الشخصي أنا التي حاورتها، أنها وضعت كل نقاط ضعفها أمام « فبراير »، وتحدثت بصدق عن كثير من القضايا، من بينها المحنة التي عاشتها من داخل التعدد، هي التي ناهضته من ق حزب اسلامي، ثم دافعت عنه كمشروع زوجة للقيادي في حزب العدالة والتنمية المقرئ أبو زيد، ولازالت تدافع عنه الآن، لكن كانت لها جرأة الحديث عن « عذاب التعدد » من داخله.
هي جرئية لأنها تحدثت عن الأب بصراحة وعن الزوج بجسارة وعن نفسها وذاتها وأولادها وحزبها دونما تحفظ.
في الحلقات العشر التي سننشرها تباعا، ستفتح لكم الأستاذة خديجة مفيد بيتها ومع كل كوب شاي، ستكتشفون الوجه الآخر لإمرأة استثنائية. لا يهم أن تتفقوا معها، المهم أن تستمعوا إلى شهادتها.
عبر الاستاذة خديجة مفيد يمكن الجزم أن التعدد عذاب، رغم كل التشبث الذي أبدته على هذا المستوى، واستماتتها في الدفاع عنه. معها أيضا نتعرف على معارك المرأة داخل الأسرة وفي قلب الحزب وداخل المجتمع ككل.
وأعتذر إن كتبت رأيي في ديباجة الحوار، فمرده فقط إبراز أهمية الحوار وثقل الضيفة. فلنترك الحوار يتحدث عن نفسه.

في الحلقة الثالثة، تحكي الأستاذة خديجة مفيد عن فصل جديد من فصول التعدد.

من خلال تجربتك، ألا تعيش المرأة في إطار التعدد محنة شخصية وأسرية وإجتماعية قاسية؟

شخصيا، لم أكن أعرف كيف سأنجح هذا الزواج، لأن المجتمع ظالم، ولأنه يصنفني في خانة « خطفات راجل لمراتو »، وهذا ملغى لدي من قاموسي، لأنني أحتكم للمرجعية الإسلامية، حيث ليس فيها ترتيب لزوجة سواء كانت أولى أم ثانية.. وكل من اختار عليه أن يلتزم باختياراته.. لقد كان لدي تحدي كبير، ولم أكن أتصور أو أعتقد أن البنية التي أنتمي إليها، ستكون مواجهتها صعبة وجارحة بالنسبة لي، حيث أثر عليّ تعاملها نفسيا، وعشت محنة نفسية دامت لسنة.

« فبراير »: كيف يعقل أن تتعرضي للهجوم من داخل المرجعية الإسلامية؟

نحن ننتمي إلى مرجعية دينية من الناحية النظرية، لكننا ننتمي إلى بنية اجتماعية من الناحية التربوية والثقافية، والتحول الفكري يحتاج لمسار، وبالتالي يجب أن تتأمل في حركتك الإجتماعية وتراجعها فتتمثل معتقداتك، وكل المشاكل التي يعيشها المجتمع المغربي والعربي عموما، سببها التساوق بين المعتقد الذي يصب في اتجاه والسلوك الاجتماعي الذي يصب في اتجاه آخر.

لقد قررت أن أدخل هذا الامتحان بتحدي النجاح واختبار مبادئي، وكنت أمام عدة إكراهات، من بينها كيف سأتعامل داخل بنية التعدد؟ كيف ألتزم بالحدود الشرعية؟ كيف لا أعتدي على حقوق الآخرين وكيف أربي أولادي دون أن يعانوا من عقد..

كيف رسمت هذه الحدود التي تتحدثين عنها؟

حينما تدعي أنك رسالي وأنك تنتمي إلى منظومة إصلاحية، فلابد أن تكون لك سعة التشارك والتقاسم والارتقاء في المنظومة الروحية، وتنتقل من الإسلام إلى الإحسان في منظومة الارتقاء كما تتمثلها، وأحسب أنني نجحت في مهمتي إلى حد ما.

طيب، هل هذا معناه أنك لم تكوني لتغاري على زوجك؟

بالنسبة للغيرة، لما تزوجت قلت مع نفسي، أنا أصلا لا أحتاج أن يكون معي زوجي طيلة اليوم أو كل الأيام. هذا نظريا، لكن على المستوى العملي، بعد الزواج لما يحدث تقارب وحميمية، تبدأ معاناة من نوع آخر، إنك تريدينه أن يكون معك كل الوقت، مع العلم أن زوجي قد لا يكون مع أي واحدة منا، لأنه يقضي جزء كبيرا من حياته مع العالم الخارجي والقضايا التي تشغله، وهو في الحقيقة متزوج بالكتاب، لدرجة أنني أغار من الكتاب وليس من الزوجة الأولى… فسعادته تكمن في الكتاب والقراءة في كل المقامات، ولا يقرأ الكتاب فقط بل يستوعبه تماما، وشخصيا أستغرب كيف له هذه القدرة على التذكر، بحيث يمكن أن تسألينه عن الصفحة والسطر فيجيبك عن أدق التفاصيل، شخصيا يؤلمني رأسي وأنا أدقق في هذه التفاصيل، لكن معه الأمر مختلف، لأنه إنسان غير عادي.

طيب، لو تكرر الأمر معك ورغب زوجك الزواج من إمرأة ثالثة، كيف سيكون رد فعلك؟

أنا أأدن له بالزواج من دون تردد. لقد روضت نفسي « نفسي تربات »، وأصبح لي تصور آخر للحياة، وأنا أعتقد أن التعدد يجب أن يدخل في السياسات العمومية، وإذا كان لجهة ما أن تدافع عن التعدد، فهي التيار النسواني.

« فبراير »: أن يدافع التيار النسواني عن التعدد !!

نعم التيار النسواني هو الذي يجب أن يدافع عن التعدد، لأنه سيفسح للمرأة إمكانية الحياة الجنسية الآمنة وليس المساكنة والعلاقات الرضائية.

ويكفي أن نقوم بدراسات بينية، لنرى حجم معاناة المرأة. أنا رأيت بعيني في ألمانيا المرأة التي تشتغل من الاثنين إلى الجمعة، وكيف يتحول عندها يوم الجمعة إلى يوم استجداء! كيف تستجدي الأوروبية يوم الجمعة نظرة ورفقة وصحبة رجل ليقضي معها
ليلة الجمعة ويومي السبت والأحد. هل هكذا نكرم المرأة؟ وإذا بالرجل « يتنرجس » ليقضي هذه الجمعة مع إمرأة والجمعة التي تليها مع إمرأة أخرى، والمرأة تعاني من الوحدة.

« فبراير »: هذا تعميم خطير..

أنا بصدد الدراسة في دبلوم في فرنسا بمعهد الدراسات الأسرية، والدرس الذي أحضره يؤطره أطباء الأمراض العقلية، وفيه تترجم العديد من مشاكل الأسرة الفرنسية. وما سمعته في حصتين، أدمى قلبي عن المرأة الفرنسية، لقد تابعت في الحصتين أرقاما عن الطلاق وهروب الأزواج، وكيف يهجر الزوج زوجته وأولاده بعد عشر سنوات من المساكنة، يهجرها ويتركها ضحية للوحدة.
لماذا أقول على الحركة النسائية وعلى النساء أن يدافعن عن التعدد، أقولها ومقتنعة بها، فإذا كان همهن مصلحة المرأة وليس الحديث عن مصلحة الحالة النفسية للزوجة الأولى أو الزوجة الثانية، وهي النقطة الخاطئة التي تخندقت فيها الحركة النسائية..
مصلحة المرأة في التعدد وليس في صالح الرجل، لأن التعدد يثقل كاهل الرجل ويزيد من التزاماته. فما الأفضل المساكنة التي يفضلها الرجل ليغادر متى شاء دونما التزامات، أم يضيف زوجة، مع ما يعنيه ذلك من مسؤولية اجتماعية ومدنية واقتصادية؟!

كم تقضي الزوجة مع الزوج؟ طبعا هناك وقت للعمل ووقت للغذاء وأوقات أخرى نقتسمها للقيام بمشاغل الحياة، طيب، تبقى من معدل الوقت الذي يقضيه الزوجين ساعتين. إذا، أن تكون الساعات التي يقضيها الأزواج نوعية، أفضل من أن تكون كمية من دون طائل.

شخصيا، لا أعترض أن يتزوج عليّ زوجي، لأنه سيبقى معي بعد زواجه من ثالثة، وأعلم جيدا أن زوجي صارم مع نفسه، والعدل يشكل بالنسبة له هاجسا أساسيا، لدرجة أنني أشفق عليه، وكم مرة قلت له أنا أأدن لك بالزواج من ثالثة، فقد تعبت، فإذا به يجيبني: » واش بغيتي تنتقمي مني؟! الزواج التزامات ومسؤوليات » وزوجي يقول هذا لأنه صارم مع نفسه، لدرجة أنه يحرص على الأيام، وعلى أن يكون عادلا. إنه يعد الأيام التي قضاها هنا والتي قضاها هناك، ويعدل في أيام العطل والأعياد، وبالتالي يجب على الأزواج أن يكونوا في في مستوى من الرقي والالتزام الزواجي والخوف من الله، لأن التعدد ينتمي إلى المنظومة الشرعية، وإما أن نأخدها كلها كمرجعية ثلاثية الإدراك والوجدان والسلوك إلى التشريعات التي تشرع الحكم والاقتصاد ولا تتعامل بالربا إلى الزواج والمتعة، وكلها تؤطرها هذه الأحكام، بما في ذلك التعدد، أو نأخد بالمنظومة الوضعية ونكون منسجمين، فمأساتنا أن لدينا تعدد الهويات والمرجعيات، فتجد المغربي يشعر أنه مغربي ثم يشعر أنه فرنسي وتضيع هويته وسط العديد من الهويات..

ويكفي أن ندقق في الإحصائيات: رسميا يجري الحديث عن 45 في المائة من المغاربة الذي يعانون من أمراض نفسية، ولا يمكن إلا أن نشفق عليهم كما قلت، فبدعوى التعددية لا يعرف المغاربة المساكين هل هم مسلمون أو فرنسيون، فتثقل عليهم الحياة الإجتماعية.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة