كشف المحامي عمر محمود بنجلون عن تفاصيل طفولته المبكرة التي وصفها بـ”الطفولة السياسية”. روى بنجلون كيف عاش أحداثاً سياسية مهمة في المغرب خلال ثمانينيات القرن الماضي، وهو في سن الرابعة أو الخامسة.
تحدث بنجلون عن تجربته في حضور محاكمات والده، الراحل أحمد بنجلون، الذي كان معتقلاً سياسياً. وصف كيف تلقى أول صفعة من عنصر أمني أمام المحكمة عام 1981، في حدث ترك أثراً عميقاً في ذاكرته.
أشار بنجلون إلى أن طفولته تميزت بنوعين من التربية: التربية العادية من خلال الأسرة، وتربية سياسية نابعة من الظروف المحيطة. أوضح أنه كان عليه فهم سبب اعتقال والده في سن مبكرة، مما تطلب شرحاً مبسطاً لمفاهيم المعارضة والحكم.
ذكر المتحدث عينه، أن والدته، التي كانت تعمل في مجال التعليم، لعبت دوراً مهماً في تبسيط المفاهيم السياسية له. استخدم مثال فيلم “روبن هود” لتوضيح كيف كان يفهم الصراع السياسي آنذاك.
وأكد المحامي أن هذه التجربة، رغم صعوبتها، منحته حرية الاختيار في مساره المهني لاحقاً. وأشار إلى أن والده لم يعتبر نفسه ضحية يوماً، بل كان واعياً بخياراته النضالية.
وختم المتحدث عينه، حديثه بالإشارة إلى التطور الذي شهده المغرب، مقارناً بين ما عاشه في طفولته وما يراه اليوم، معتبراً أن بعض الممارسات السابقة أصبحت شبه مستحيلة في الوقت الحاضر.
وفي سياق ذات الحوار، قال المحامي و الفاعل السياسي عمر محمود بنجلون إن هؤلاء الفاسدون داخل المؤسسات يعرفون جيدا أنه لاسلطة لهم، وأنهم في هذه المناصب من أجل الاغتناء، مبرزا أن تهمة التزوير يجب أن تعتبر جناية.
وأبرز بنجلون أن بعض الأحزاب السياسية التي تزكي هؤلاء الفاسدون لديها شيك على بياض في ممارساتها من طرف سلطة المراقبة، مؤكدا أن المواطن مايزال يخضع لمزال الخليفة والمقدم والشيح.
وأضاف بنجلون أن سبب ولوجه للقضاء والحديث للإعلام هو تنوير الناس وكشف كل تلك الخروقات الفادحة، مؤكدا أن هناك أحزاب سياسية مخصصة للعملية الانتخابية لامشروع لها ولاإيديولوجية لها.
قدم المحامي و الفاعل السياسي عمر محمود بنجلون في حوار خص به موقع “فبراير” تحليلاً عميقاً لمسار الانتقال الديمقراطي في المغرب، مستعرضاً التطورات التي شهدتها المملكة منذ أواخر القرن العشرين وحتى يومنا هذا.